حلم المونديال ومفترق الطرق
--------------------------------------------------------------------------------
لا يخفى على احد الحال التي وصلت اليها كرة السلة الاردنية من تدهور محزن لدرجة ان الجماهير هجرت المدرجات الى اجل غير مسمى . فما الذي جرى بالضبط ؟ ومن المسؤول عن هذا الانحدار؟ وما هي جذور المشكلة؟
مما لا شك فيه ان المسبب ليس الجمهور او اللاعبين او المدربين فكل هذه الاطراف تقاتل لتكون الافضل اذاً فمن المسؤول؟
كرة السلة التي كنا نختال بنتائجها وانجازاتها فخرا غابت الانجازات فاصبحنا نخسر من تونس في الدورة العربية مرتين على التوالي احداها بفارق تجاوز الاربعين نقطة ، وظهر "بعبع" جديد اسمه منتخب مصر بالاضافة الى قطر ولبنان وسوريا.
حتى انديتنا تقوقعت ، فغابت عن منصات التتويج باستثناء بسيط هو نادي زين الذي يعتمد في مشاركاته الخارجية على المحترفين الاجانب بشكل خاص ، وكأن ملاعب كرة السلة الاردنية اضحت عقيمة لا تنجب لاعبين بحجم الطموح ، تمشيا مع موضة المحترفين الدارجة في كل انحاء العالم ، ولكن ليس على حساب المنتخبات القومية ، لكن هنا في اردننا الحبيب يحدث العكس.
نحن مقبلون على حلم المونديال العالمي الذي سيجري في تركيا ، وستكون الخطوة الاولى للوصول لهذا الحلم هي بطولة اسيا المؤهلة للمونديال اذ يجب ان نحتل احدى المراكز الثلاثة الاولى .
وبالنظر لحظوظنا نصطدم بمنتخبات تتقدم علينا على سلم الترتيب العالمي ومنهاالصين ، اليابان ، قطر ، لبنان ، كازخستان ، كوريا الجنوبية وايران ناهيك عم منتخبات قادرة على المباغته واحداث المفاجأة كسوريا وهونغ كونغ وتايلند والفلبين فهل نحن نسير في الطريق السليم للاعداد ؟
من اهم العوامل التي تفضي الى منتخب قوي هي دوري قوي وللاسف الدوري لدينا ليس بقوي . والدليل : عزوف االجماهير التي تبحث عن الإثارة والندية دوماً ، ولا اجد حرجا من القول ان نادي زين هو بطل الدوري الذي لم ينتهي بعد لانه يضم في صفوفه نخبه من افضل لاعبي الوطن ، ناهيك عن فوزه ببطولة الكأس الأخيرة اذاً فاين الاثارة ؟ واين القوة ؟
اما بالنسبة لتكوين بنية المنتخب ، فالملاحظ ان بعض المراكز لا يوجد من يلعب بها سوى لاعب او اثنين مثل مركز 4 ومركز 5 لأن اغلب لاعبي الدوري يميلون للعب كصانعي العاب واجنحة بالاضافة إلى معدل الاعمار المرتفع فأين الاهتمام بالناشئين واين كشافي المنتخب ؟
لا بد ان كلمة تجنيس اصبحت مرعبة اذ انها حلول فاشلة لجميع ما يواجهنا من مشاكل في منتخبنا الوطني ، فهي تدمر طموح اللاعبين وتحد من نسبة الانتماء والوطنية والروح القتالية لاجل الوطن . ولنأخذ لبنان التي لعبت في كأس العالم بمحترف واحد فقط لا غير ونحن لازلنا ندور في دائرة راشيم رايت واونتاريو والاحاديث التي تقول ان هناك اسماء اخرى في دائرة الصراع .
"الخواجا" بالما يمتلك مصباح علاء الدين وكل ما يطلبه ينفذ لكن اين النتائج ؟ هل نستطيع اعتبار المركز الثاني في بطولة عربية انجاز؟
هل نستطيع اعتبار بطولة دولية يشارك فيها منتخبات بالصف الثاني والثالث وتغيب عنها اقوى واعتى منتخبات اسيا انجاز؟
اين الدوري الذي كان يقدح شررا ويتطاير لهبا من قوته وسخونته؟
اين الجماهير التي هي اكبر دليل على نجاح العملية الرياضية ؟
كل هذه الاسئلة المعلومة المصدر والمجهولة الاجابة يجب ان تؤخذ بالحسبان ، لا ان تهمل وتلقى في سلة مهملات بالما الذي هو كغيره من سائر المدربين الاجانب يبحث عن لقب او انجاز لتزهو به سيرته الذاتية ولا يهم الضحايا الذين هي اهم اركان اللعبه وهم خير وابقى من مدرب اجنبي معلوم الطموحات.
النادي الرياضي الشاب ومدربه الكابتن سمير مرقص استطاع كبح العنفوان والغرور المبالغ به من قبل بالما الذي يجيد "فن" الصراخ بامتياز لا يرقى اليه اسلوبه التدريبي ولولا الموفقية والحظ لفعلها الوافد الجديد التطبيقية والارثوذكسي العنيد بمدربه الدكتور منتصر ابو الطيب .
الخواجا بالما لا يجيد سو العصبية المفرطة وتطويع اللاعبين وتقنين مهاراتهم فقط في الرميات الثلاثية وعندما يجانبنا الحظ في الرميات الثلاثية فلنا الله وكلنا تابعنا ماذا حدث في البطولة العربية الاخيرة في تونس والهزيمتين من تونس ومصر .
هل هذا مدرب يسعى للفوز ببطولة اسيا والحصول على احدى مراكزها الثلاثة الاولى ؟
إنه ضرب من الخيال أن نتأهل اذا استمر الوضع على ما هو عليه ، اذ لا بد من وقفة جادة بحيث يستطيع الالاف من ابناء هذا الشعب المتعطش للعالمية ان يحلم بالابيض والاخضر والاسود والاحمر المزهو بنجمة وهو يرفرف عاليا خفاقا في تركيا .
نمتلك من الزمن ما يكفي ولكنه ليس بالكثير مع استمرار العقم التفكيري في سياسة الاتحاد والمدرب .
واتمنى ان لا نندب حظنا ونحن نحجز للـ"خواجا" تذكرة سفر على متن اول طائرة مغادرة من الصين الى البرتغال!!
الرئيسية 
